إعلامجي | أنت تقدر !!

بقلم - أسماء حامد 

- هل يمكنني محاربة العالم بشخص واحد؟!

- أجل يمكنك.

- ماذا ؟! ماذا تقولين أنتِ هل جننت!! كيف هذا؟ لا هذا غير ممكن أنا لا أصدقك. 

- بلي يا صديقي يمكنك هذا أنا واثقة فيما أقول.

- إذن ما دليلك علي قولك هذا؟

- حسنًا،سأخبرك شيئًا سيجعل اليقين يعود إلي قلبك.

- حسنًا،وأنا كلي آذان صاغية، هيا أخبريني.

- أتعلم النبي محمد حينما نزل عليه الوحي جبريل عليه السلام؟ أتدري حينما أمر بتبليغ دعوته ماذا حدث؟ أتعلم مع من كان يحارب العالم؟! 

لقد حارب العالم بالسيدة خديجة رضي الله عنها، نعم فهي أول من آمن به، هي أول من مد إليه يد العون هي فقط صدقته، أتدري حينما أخذته إلي ورقة بن نوفل ليكي يطمأنه حيال ما حدث معه في غار حراء حينما نزل عليه الوحي أول الأمر.

يكفيك فقط معرفة ما قاله عنها بعد وفاتها حين قال لقد صدقتني وآمنت بي حينما كذبني جميع من حولي، لقد صدقتني حينما أنا نفسي لم أكن أصدق نفسي. 

نعم فرسولنا الكريم قد حارب العالم بالسيدة خديجة ♡

أتعلم أيضًا أن السيدة مريم حاربت العالم بابنها المسيح عيسي بن مريم؟ 

ألم تقرأ حكايتها من قبل حين جاءها وحي الله وأخبرها بأن الله وهبها ولدًا وهي غير متزوجة؟! وأنه سيكون آية للناس ورحمة من الله، وأن أمر الله قد قضي في ذلك فلا رجعة فيه، ألا تعلم يا صديقي ماذا حدث بعد ذلك ؟

أنا سأخبرك.. ألم تقرأ قوله تعالى: "قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا". نعم قالت السيدة مريم هذا حينما جاءها المخاض ووضعت عيسي عليه السلام .

أتدري ماذا حدث بعد ذلك ؟ قد أمرها الله سبحانه وتعالي أن تذهب به إلي قومها، يا الله كيف تذهب إلي قومها وهي لم تتزوج ماذا سيقولون عنها؟ ماذا سيفعلون بها ؟! وأسئلة كثيرة من هذا القبيل تخطر ببال أي شخص؛ ولكن هي إمتثلت لأمر الله فقد أمرها أيضًا بالصوم عن الكلام. 

فإقرأ معي قوله تعالى: "فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يآ أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا"

يا الله السيدة مريم السيدة العفيفة كيف توجه إليها مثل هذه الكلمات ؟!

كيف تحملتها؟ لكن لم نكمل بعد.. أنظر إلي قوله تعالى: "فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا".

نعم قد أمرها الله بأن تصوم عن الكلام حتي يدافع عنها إبنها نعم قد حاربت قومها بالسيد المسيح عيسي عليه السلام ولم يستطع أحد أو يجرؤ أحد علي أذيتها أو حتي تكذبيها.

تريد المزيد يا صديقي؟ حسنا سأخبرك.

ألم تسمع عن قصة نبي الله موسي حينما كلمه الله تعالي وأخبره بأن يذهب إلي فرعون يا للهول يذهب إلي فرعون وهو قد هرب منه سابقًا خوفًا منه!

أتعلم ماذا كان رد النبي موسي؟! لقد طلب من الله أن يجعل له وزيرًا من أهله، لقد طلب من الله أن يجعل هارون أخيه هو وزيره لكي يشد أزره ويشركه في أمره، نعم ولقد حارب مع أخيه هارون فرعون وقومه، ولقد نصرهم الله سويًا بعد تعب كثيرًا جدًا.

أتدري يا صديقي أن كل منا لديه هذا الشخص الذي بإمكانه محاربة العالم معه؟!

الشخص الذي يدعمنا في كل شئ صواب نفعله، ويحذرنا من كل شئ خطأ أو ضار بنا!!

كل منا لديه هذا الشخص أمك، أبيك، أخيك، أختك، صديقك، صديقتك ... أو حتي شخصًا ملهمًا لنا في كثيرًا من الأشياء التي نفعلها.

إذن فلا تيأس وإمضى في طريقك، ولا تعد أدراجك فقط إمضي إلي هدفك ... إمضي إلي سعادتك فهناك دائما من يدعمك فالله معك في كل وقت وحين.